وابايدناه ... اترك الجزرة واجلب العصا لتنقذنا ممن وليتوهم علينا

وابايدناه ... اترك الجزرة واجلب العصا لتنقذنا ممن وليتوهم علينا


لقد مضت سبع سنين عجاف على سقوط الصنم الأوحد واستبشر الشعب خيرا بقدوم من سيلبي طموحاته وينقله الى واقع العيش الرغيد والرفاهية والسلام والأمان والحرية والديمقراطية وووووو الخ ، وإذا بالسنوات تمضي وكل شيء على حاله ، بل تدهور الحال من سيء إلى أسوأ بفضل السياسيين العراقيين وإدارتهم للأمور بطريقة اقل ما يمكن القول عنها إنها الأسوأ في تاريخ السياسات وعلى مر العصور دون منازع.

إن من يدعون أنفسهم بالسياسيين قد بلغوا درجات الكمال في فن إتقان التحايل والالتفاف حول أصل المشكلة وتمييعها بطريقة دستورية قانونية على أهوائهم وبما تشتهي أنفسهم ، وإنهم وصل بهم الحال الى الدرجة التي لا يكترثون بها لحال الشعب العراقي ويستهزأون به وبمعاناته ، ومثال بسيط من الاف الامثلة المكتررة يوميا من هؤلاء الساسة هو نا يثير الاستغراب قول السيد رئيس الوزراء المالكي في طلبه من الشعب العراقي ان يتبع أسلوب ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية ومقارنة شعب العراقي بشعب كوريا ، ويذكرني كلامه هذا بالمقولة الشهيرة للسيدة ماري أنطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا عندما قالت ، " إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً " ، فانا استغرب من مقارنة السيد المالكي العراق بكوريا والشعب العراقي بالشعب الكوري في ترشيد استهلاك الطاقة (فاين هي الكهرباء ؟؟ ان وجدت فهي زائر خفيف الضل ان حضرت لا تعد وان غابت لا تذكر) وكان الأجدر به أن يقارن سياسي كوريا وسياساتهم مع سياسي العراق وسياساتهم وعليه لكنا خرجنا بمعجزة في حل كافة المعضلات وليس فقط الكهرباء فالسياسيون في كوريا صغار القامة كبار العقول ويعملون كثيرا ويتكلمون قليلا مثل السياسيين العراقيين تماما (والع** هو الصحيح وبفارق مئتي عام) ، ناهيك عن انه لا توجد دولة في العالم تبقى بدون تشكيل حكومة بعد انقضاء ثلاثة أشهر من تاريخ إجراء الانتخابات ، حتى وصل الأمر الى ان موضوع تشكيل الحكومة أصبح امراًً شخصيا فرؤساء الكتل الذين يعدون على أصابع اليد أصبحوا يتحكمون بثلاثين مليون عراقي ويتلاعبون به وبمصيره كيفما يشاءوا دون وازع ديني او اخلاقي او اجتماعي فهم عديموا المبادىء فلا رجاء منهم.

ونسمع كثيرا ان القوى الفلانية التقت بالقوى الفلانية وتوصلت الى نتائج مهمة سيتم الإعلان عنها قريبا ثم بعد فترة نسمع ان نفس القوى وصلت الى طريق مسدود والحقيقة ان كل ما في الامر هو ضحك على الذقون واستهزاء بالشعب وبمعاناته وتخدير له ، ثم نسمع ان علاوي والمالكي سيجتمعون وكأن المعضلة ستحل بهذا الاجتماع وينتهي الاجتماع لتخرج لنا الأخبار بان اللقاء كان وديا وبروتوكوليا و**را للجليد بين الطرفين وتحريكا للعملية السياسية (العوجاء والعرجاء) ، إضافة الى انه لم يتم التطرق خلال اللقاء الى تفاصيل تشكيل الحكومة ... وهلم جرا.

لقد يأس الشعب العراقي وفقد الثقة بهؤلاء الثلة الذين اتفقوا على ان لا يتفقوا وكشروا أنيابهم على بعضهم من جديد وكأنهم لم يشبعوا من دماء العراقيين التي سالت ومازالت تسيل كل يوم والتي ستبقى دينا في رقابهم ، ونسوا أنفسهم من كثر ما كذبوا على أنفسهم أولا وعلى شعبهم ثانيا ، نسوا إن أمريكا هي التي أتت بهم ونصبتهم المناصب وولتهم على أمور العراقيين ليس لسواد أعينهم الغائرة بل لأنهم وقعّوا لأمريكا على بيع العراق وشعبه مقابل تلك الامتيازات التي يتمتعون بها ، ومن شدة نسيانهم نراهم يتقولون هنا وهناك من إن موضوع تشكيل الحكومة هو شان داخلي وإنهم ككتل وقادة ونخب ومسميات ومصطلحات يتقولون بها لا يفقهون معانيها سيشكلون الحكومة ولن يقبلوا بأي تدخل أمريكي كان او إقليمي ،ونسوا أيضا إن سيدهم "بايدن" اطال الله في عمره وابقاه ذخرا للعراقيين ولاجيالهم القادمة ، الذي ولاّهم أمور العراقيين سيأتي قريبا تاركا خلفه الجزرة ماسكا بيده العصا لا محال وليسدل الستار ، شاكرا ابطال المسرحية قادة العراق المنتخبون على ادوارهم التي ادوها كما لو انهم يمثلون في هوليوود ،عن مسرحية طالت فصولها ليختمها بتشكيل حكومته التي وعد بها في الشهر الثامن من العام الجاري ببصمة أمريكية وسيرضى الشعب بكل رحابة صدر بل إن الشعب يدعو من الله ان تتدخل أمريكا بعد ان يأس ممن يسمون أنفسهم قادة العراق وكذبهم وضحكهم على ذقون العراقيين واستهزائهم بمعاناتهم وسينادي بأعلى صوته مستغيثا " وابايدناه... وابايدناه